spot_img
spot_img

منشورات أخرى

الصفوف الدراسية تتحوّل إلى ساحات حرب: الكلفة المنسية للحرب على مدارس لبنان

في ظل القصف والغارات، حيث تهتز الهدنات وتتعثر الحلول...

انقضى خمس سنوات… ولا عدالة بعد لضحايا انفجار مرفأ بيروت

في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة...

محكمة الاستئناف الفرنسية تقضي بالإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله بعد 41 عاما من السجن

ترحب الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان المتضمنة لجنة الوقاية من...

الصفوف الدراسية تتحوّل إلى ساحات حرب: الكلفة المنسية للحرب على مدارس لبنان

في ظل القصف والغارات، حيث تهتز الهدنات وتتعثر الحلول السياسية، تتكشف مأساة أكثر هدوءًا ولكنها أكثر إيلامًا. مأساة تُروى لا بلغة الجنرالات، بل على جدران صفوف مدمّرة، في لوحات ممزقة، وحواسيب محطّمة، وصمت أطفال فقدوا حقهم في التعلم.

بين أيلول وتشرين الثاني 2024، احتلّت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددًا من المدارس الرسمية في جنوب لبنان. ووفقًا لتحقيق أجرته منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فإن ما حدث لم يقتصر على الاستخدام العسكري بل شمل أعمال تخريب ونهب وتدمير متعمد للممتلكات المدرسية، وهي أفعال ترقى إلى مستوى جرائم حرب.

“لم يدخلوا كجنود فقط، بل كخرّبين”، تقول لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”. “المدارس لم تُستخدم فحسب، بل نُهبت واعتُدي عليها وأُتلفت بشكل ممنهج.”

المدارس أصبحت جبهات قتال

أظهر التقرير صورًا وفيديوهات من داخل ثلاث مدارس رئيسية:

  • في مدرسة الناقورة المتوسطة الرسمية، تظهر الحواسيب المحمولة محطّمة على أرض الصفوف، والسبورات مغطاة بكتابات باللغة العبرية.

  • في مدرسة يارين الرسمية المتوسطة، وُجدت شعارات لفرقة “غولاني” الإسرائيلية على الجدران، وسط دمار واسع في القاعات الدراسية.

  • في مدرسة عيتا الشعب الثانوية الرسمية، عُثر على أنبوب تفجير يُستخدم عادة في عمليات الهدم، ما يُشير إلى نية تخريبية واضحة.

“لا يوجد أي مبرر عسكري لتدمير الصفوف أو الأجهزة التعليمية”، وفقًا لما جاء في التقرير، الذي شدّد على أن هذه الأفعال تشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.

أزمة فوق أزمة

منذ بداية الانهيار الاقتصادي في عام 2019، يعاني طلاب لبنان من أكثر من ست سنوات من انقطاع التعليم، نتيجة الإضرابات، وغياب الكهرباء، وسوء تمويل القطاع التربوي. والآن، جاءت الحرب لتزيد الطين بلّة، وتحرم الأطفال من ما تبقّى لهم من فرص.

“أطفالنا لا يفقدون مقاعد الدراسة فقط، بل يُسرق منهم مستقبلهم”، تقول آمال شاهين، وهي معلمة في الجنوب زارت إحدى المدارس المتضررة.

دعوة عاجلة للتحرّك

طالبت “هيومن رايتس ووتش” الحكومة اللبنانية والجهات المانحة الدولية بـإعطاء الأولوية لإعادة إعمار المدارس والبنية التحتية التربوية، مع ضمان الشفافية والمحاسبة ومنع الفساد.

 ومع اقتراب العام الدراسي الجديد، لا يزال العديد من المدارس غير صالح للتعليم، ما يُنذر بكارثة تربوية جديدة إذا لم يتم التحرك بسرعة.

🎥 شاهد التقرير المصور (8 دقائق)

هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)

NHRCLB
NHRCLBhttps://nhrclb.org
تعمل الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان المتضمنة لجنة الوقاية من التعذيب، على حماية حقوق الإنسان وتعزيزها في لبنان وفق المعايير الواردة في الدستور اللّبناني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والقوانين اللّبنانية المتفقة مع هذه المعايير. وهي مؤسسة وطنية مستقلة منشأة بموجب القانون 62/ 2016، سنداً لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة (مبادئ باريس) التي ترعى آليات إنشاء وعمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان. كما تتضمن آلية وقائية وطنية للتعذيب (لجنة الوقاية من التعذيب) عملاً بأحكام البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية او اللاانسانية او المهينة الذي انضم اليه لبنان بموجب القانون رقم 12/ 2008.