(الإنجليزية) This article is also available in: English
في إطار مهمَّتها توثيق شكاوى والانتهاكات الَّتي تطال النَّازحين ونقلها إلى جهات الاختصاص والتَّنسيق بين مختلف الجهات الحكوميَّة الَّتي تعمل على معالجة التَّداعيات الإنسانيَّة للعدوان الإسرائيليِّ المستمرِّ على لبنان ، قامت الهيئة الوطنيَّة لحقوق الإنسان المتضمِّنة لجنة الوقاية من التَّعذيب، برفقة عدد من المتطوِّعين، بزيارة مدرسة درب التبانة في طرابلس. تألَّف الوفد من المحامية الدُّكتورة رنا الجمل أمينة سرَّ الهيئة ، والمحامية المتطوِّعة منوَّر حداد ، والإخصائيَّة في سلامة الغذاء والماء ميرا الحجَّة كاشف كان الهدف من الزيارة تقييم أوضاع العائلات النازحة وهم من التابعية السورية ومعرفة مدى حصولهم على حقوقهم الأساسية.
المدرسة، التي لا تندرج ضمن المراكز الرسمية لاستقبال النازحين، استقبلت 38 عائلة من التابعية سورية بشكل مؤقت عندما لجأوا إلى باحة مسجد التقوى المجاور خلال هطول الأمطار. وقد حصل الشيخ محمود أحمد فارس، صاحب المدرسة، على إذن مؤقت من الجيش اللبناني للسماح باستقبالهم حتى يتمكنوا من إيجاد مأوى مؤقت.
مع صدور قرار من وزير التربية بإعادة فتح المدارس، تم نقل معظم النازحين إلى المخيمات التي أنشأتها الأمم المتحدة في منطقة البيرة. ولكن بقيت 7 عائلات في المدرسة، مترددة في الانتقال إلى المخيمات خشية ترحيلهم إلى سوريا.
خلال المقابلة التي أجريت مع الشيخ محمود فارس، أوضح لنا أن العائلات المتبقية في المدرسة قد عرض عليهم عدة خيارات:
- الانتقال إلى المخيمات التي أنشأتها الأمم المتحدة في منطقة البيرة.
- الانتقال إلى مسجد عباد الرحمن في المنطقة.
- العمل في إحدى المؤسسات التابعة لجمعية المنهج الخيري، التي يديرها الشيخ محمود فارس، مقابل تأمين سكن لهم.
وفي المقابلة التي أجريناها مع الناظرة السيدة ندى عبود، أفادت بأن المدرسة كانت قد استقبلت في البداية 38 عائلة نازحة، أما الآن فلم يتبق سوى 7 عائلات بانتظار إيجاد مراكز لإيوائهم. كما أوضحت أن المدرسة تعتمد بشكل كبير على التبرعات الفردية لتأمين احتياجات النازحين، مثل مواد التنظيف والغذاء والمياه الصالحة للشرب.
الوضع الصحي والخدمات الأساسية
أفادت السيدة عبود أن مركز الإخلاص الطبي التخصصي يتكفل بتقديم الرعاية الصحية والأدوية للنازحين، فيما تم تأمين الإضاءة من خلال لمبات شحن قدمها مركز الإغاثة. أما فيما يتعلق بالطعام، فإنه يتم توفيره عبر تبرعات فردية، حيث لا تعتبر المدرسة مركزًا رسميًا لاستقبال النازحين. أما المياه المستخدمة للشرب والاستحمام فهي متوفرة، ولكن الحمامات تفتقر إلى أجهزة التسخين.
الحاجات الأساسية للنازحين
أشارت الناظرة إلى وجود نقص كبير في العديد من الاحتياجات الأساسية مثل الفرش والبطانيات والملابس الداخلية، حيث تعتمد المدرسة على التبرعات التي تصلها من مسجد التقوى المجاور، والذي يستمر في استقبال النازحين في باحته.
النقص في المواد الأساسية
تم تسليط الضوء على وجود نقص حاد في مواد النظافة، حفاضات الأطفال، والفوط النسائية، كما تعاني المدرسة من نقص في الكهرباء حيث تعتمد بشكل كبير على الطاقة الشمسية التي لا تغطي احتياجات المدرسة بشكل كامل.
الخلاصة
بناءً على الجولة التفقدية للمبنى، تبين أن المدرسة غير مؤهلة بالكامل لاستقبال النازحين. وبالتالي، نطالب الجهات المعنية بضرورة التدخل لتأمين مراكز إيواء دائمة للعائلات المتبقية، وذلك لضمان حصولهم على حقهم في سكن آمن وصحي.