(الإنجليزية) This article is also available in: English
على الأقل 1,085 مبنى تم تدميره أو تعرض لأضرار بالغة منذ بدء العدوان الإسرائيلي لبنان، بما في ذلك العديد منها في عمليات هدم محكمة، بحسب تحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز.
تُظهر صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو دماراً واسع النطاق في ست قرى على طول الحدود الجنوبية، حيث تم تدمير 1,085 مبنى أو تعرضت لأضرار جسيمة منذ بدء الهجوم في الأول من أكتوبر.
تعطي الصور لمحة عن الوضع في جنوب لبنان، حيث كان الوصول إلى المنطقة محدوداً منذ بدء الهجوم، ولا يزال مدى الضرر غير واضح.
وفقاً لأحدث تحليل أجرته نيويورك تايمز، يبدو أن قرية “محيبيب” قد تعرضت للتسوية تقريباً بالأرض، ولم يتبقَّ فيها سوى عدد قليل من المباني. وفي خمس قرى وبلدات أخرى، تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض.
تُظهر صور لقرية رامية، الواقعة في جنوب لبنان، الوضع قبل وبعد تفجير الجيش الإسرائيلي لما لا يقل عن 40 مبنى خلال الأسبوعين الماضيين، وفقاً لتحليل الصحيفة.
مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الجيش الإسرائيلي وبعض الجنود، وتم التحقق منها من قبل نيويورك تايمز، تُظهر أن ما لا يقل عن 200 مبنى تم تفجيرها في عمليات هدم محكمة، حيث يتم وضع المتفجرات ثم تفجيرها عن بُعد. لوحظت عمليات الهدم المحكم في خمس من القرى الست: “بليدا”، و”كفركلا”، و”محبيب”، و”رامية”، و”عيتا الشعب”. ولم يتم التوصل إلى كيفية تضرر المباني الأخرى.
لم يعلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر على التدمير في القرى المحددة، قائلاً فقط إن إسرائيل تستهدف مواقع عسكرية “لمواجهة التهديد المستمر الذي يشكله حزب الله على المنازل والعائلات الإسرائيلية.”
في تصريحات نشرها الجيش الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي، قال إن القوات عثرت على أنفاق تابعة لحزب الله تحت المنازل ومبانٍ أخرى في “ميس الجبل” و”كفركلا” و”محيبيب” وتحت تلة في “عيتا الشعب“، وقامت بتدميرها. ولم يكن من الممكن التحقق بشكل مستقل مما إذا كانت مشاهد الأنفاق قد صُوّرت في هذه البلدات. كما نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لأنفاق يقول إنه تم اكتشافها في أماكن أخرى على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وقد أثار بعض خبراء القانون الدولي تساؤلات حول طبيعة الدمار الواسع. قال توم دانينباوم، أستاذ القانون الدولي المساعد في جامعة تافتس، إن استهداف المباني المدنية غير العسكرية مسموح به فقط إذا كانت تُستخدم لأغراض عسكرية أو إذا كانت لدى إسرائيل معلومات محددة بأنها تُعدُّ للاستخدام العسكري. وأضاف: “لا يُسمح باستهداف منطقة بأكملها إذا كانت تحتوي على أهداف عسكرية وأهداف مدنية.”
وكان أشد الدمار في بلدة ميس الجبل التي بلغ عدد سكانها قبل الحرب حوالي 8,000 شخص. وقد وجدت نيويورك تايمز أن ما لا يقل عن 311 مبنى دُمِّر أو تضرر بشكل كبير.
وفي بلدة بليدا المجاورة، تم تدمير ما لا يقل عن 168 مبنى، بما في ذلك مسجد قديم مبني على الطراز التقليدي، حيث سقطت مئذنته.
في بلدة عيترون، تُظهر صور الأقمار الصناعية تدمير ما لا يقل عن 206 مبانٍ، مما أدى إلى تسوية الجزء الشرقي من البلدة بالكامل تقريباً.
في كفركلا، وهي الأكبر بين المجتمعات الست التي شملها تحليل نيويورك تايمز ويبلغ عدد سكانها قبل الحرب حوالي 10,000 شخص، تضرر أو دُمّر ما لا يقل عن 284 مبنى.
أما القرية الصغيرة محيبيب، فقد تعرضت أيضاً للتدمير شبه الكامل في عملية هدم محكمة، وفقاً لمقاطع الفيديو. وتُظهر صور الأقمار الصناعية تدمير ما لا يقل عن 76 مبنى، ولم يبقَ سوى عدد قليل من الهياكل. وتعرض ضريح تاريخي في القرية لأضرار جزئية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية تدمير ما لا يقل عن 40 مبنى في قرية رامية. ويُظهر مقطع فيديو تم التحقق منه نُشر على إنستغرام من قبل جندي إسرائيلي ونُشر على منصة “إكس” من قبل الصحفي الفلسطيني يونس تيرواي، عدّ الجنود التنازلي قبل تفجير جزء كبير من القرية، وسمع الجنود وهم يهتفون بينما يرتفع عمود من الدخان الكثيف.