(الإنجليزية) This article is also available in: English
في إطار مهمَّتها توثيق شكاوى والانتهاكات الَّتي تطال النَّازحين ونقلها إلى جهات الاختصاص والتَّنسيق بين مختلف الجهات الحكوميَّة الَّتي تعمل على معالجة التَّداعيات الإنسانيَّة للعدوان الإسرائيليِّ المستمرِّ على لبنان ، قامت الهيئة الوطنيَّة لحقوق الإنسان المتضمِّنة لجنة الوقاية من التَّعذيب، برفقة عدد من المتطوِّعين، بزيارة ثانوية طرابلس الرسمية للبنات، والمعروفة باسم “ثانوية الغرباء”. ضم الفريق الدكتورة رنا الجمل، أمينة سر الهيئة، والمحامية المتطوعة منوّر حداد، بالإضافة إلى الأخصائية في سلامة الغذاء والماء ميرا حجة كاشف.
تفاصيل الزيارة: ث دخل الفريق إلى المبنى المكون من ثلاثة طوابق. لدى وصولهم، طلبوا مقابلة المسؤولين عن الثانوية، حيث أفاد الحاضرون أن مديرة الثانوية لم تكن متواجدة في ذلك اليوم، وأن من يقوم بإدارة الأمور هو الكشاف التقدمي. تم إجراء المقابلة مع بعض المسؤولين من الكشاف التقدمي الذين قدموا للفريق المعلومات المتاحة حول أوضاع النازحين.
عدد النازحين: أفاد مسؤولو الكشاف التقدمي بأن الثانوية تستضيف حاليًا 550 نازحًا من الرجال والنساء والأطفال. ومع امتلاء الغرف، اضطر عدد كبير من النازحين إلى افتراش أرضية الملعب. هذا الوضع يعكس ضغوطًا متزايدة على المبنى الذي لم يكن مجهزًا لاستقبال هذا العدد الكبير من النازحين.
آلية الدخول: أوضح المسؤولون أن عملية دخول النازحين إلى المبنى تتم عن طريق تسجيل أسمائهم لدى الكشاف التقدمي. وبعد التسجيل، يتم تخصيص غرف للعائلات النازحة.
الجهات المشاركة في تقديم المساعدة: تمت الإشارة إلى عدد من الجمعيات والمستوصفات التي تشارك في تقديم الدعم اللازم للنازحين. هذه الجهات تشمل:
- جمعية الكشاف التقدمي: تتولى مسؤولية إدارة المبنى والتنسيق مع باقي الجمعيات.
- جمعية سعاد: تقدم أدوات التنظيف، رغم وجود نقص كبير في هذه المواد.
- مستوصف الإخلاص: يوفر الأدوية والرعاية الطبية، حيث يتواجد أطباء للكشف على النازحين.
- الهيئة الإسلامية للإغاثة: تقدم المعلبات الغذائية.
- منظمة كاريتاس: تقدم وجبات الغذاء والعشاء.
الاحتياجات الأساسية: فيما يتعلق بتأمين الغذاء، يعتمد المركز بشكل أساسي على الوجبات المقدمة من منظمة كاريتاس. إلا أن الفريق لاحظ وجود نقص في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية الأخرى. وأفاد المسؤولون بأنه، بعد حادثة التسمم التي وقعت في بعض المدارس الأخرى، لم يعد المركز يستقبل تبرعات فردية من الطعام.
بالنسبة للمياه، يتم تأمين المياه للاستخدام والاستحمام ويوجد دوش وسخان في الحمامات. ومع ذلك، هناك نقص كبير في أدوات التنظيف. الكهرباء تؤمن من خلال شبكة الدولة واشتراك 10 أمبير، لكن هذا لا يكفي لتغطية احتياجات المبنى على مدار 24 ساعة.
الاحتياجات الإنسانية العاجلة: فيما يتعلق بالفرش والمفروشات، يتم تأمينها من خلال الجمعيات، لكن العدد غير كافٍ. على سبيل المثال، يُعطى لكل غرفة نصف عدد الأسرة المطلوبة، ما يعني أن سريرًا واحدًا يستخدمه شخصان. وهناك نقص واضح في الحرامات والمخدات، وكذلك في الفوط النسائية وحفاضات الأطفال وحليب الرضع.
الوضع الصحي: يتم توفير الأدوية من قبل مستوصف الإخلاص، ولكن الأدوية المتاحة ليست كافية لتغطية جميع الاحتياجات، خاصة بالنسبة للأدوية المزمنة.
الخصوصية وانتهاكات حقوق الإنسان: خلال جولة الفريق في المبنى، لاحظوا أن بعض الغرف تفتقر إلى الفواصل، ما يثير قلقًا كبيرًا بشأن خصوصية العائلات النازحة، حيث تضم كل غرفة أكثر من عائلة، ولا يوجد حتى ستائر لفصلهم عن بعضهم البعض. هذا الوضع قد يؤدي إلى مشاكل إنسانية واجتماعية خطيرة في حالة حدوث أي سوء تصرف بين النازحين.
أثناء الجولة، علم الفريق بوجود قرار يقضي بنقل 100 شخص من النازحين إلى المخيمات المستحدثة من قبل الأمم المتحدة.
أوضاع المرافق والخدمات: الحمامات المشتركة مزودة بدوشات وسخانات، لكنها تخدم عدداً كبيراً من النازحين. أما الملابس، الأحذية، والملابس الداخلية، فتأتي من تبرعات فردية لكنها غير كافية لتلبية جميع الاحتياجات.
التوصيات:
في ضوء هذه الزيارة، يوصي الفريق بالخطوات التالية لتحسين الأوضاع الإنسانية في المركز:
- زيادة عدد الوجبات وتحسين نوعيتها: خاصة فيما يتعلق بالوجبات المقدمة للأطفال والنساء الحوامل.
- توفير الأدوية اللازمة: بما في ذلك الأدوية المزمنة والضرورية بشكل أكبر.
- تأمين عدد كافٍ من الفرش والمخدات: لتحسين ظروف النوم للعائلات النازحة.
- تأمين الملابس والأحذية: خاصة الملابس الداخلية التي تعد من الاحتياجات الأساسية.
- تحسين خدمات النظافة: بتوفير المزيد من أدوات التنظيف والشامبو، حيث يوجد نقص كبير في هذه المواد.
- توفير مستلزمات للأطفال: مثل حفاضات وحليب الأطفال.
- الحاجة إلى دعم نفسي: من خلال تعاون مع مرشدين نفسيين لتقديم الدعم للأطفال النازحين الذين يعانون من الصدمات النفسية.
- تنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال: للتخفيف من وطأة الأوضاع المعيشية عليهم.