spot_img
spot_img

منشورات أخرى

مبادئ منديز

(الإنجليزية) This article is also available in: English مبادئ المقابلة الفعّالة في...

الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان: وثيقة إرشادية

المقدمة في عام 2023، كان هناك انفجار في الاهتمام بالتطورات...

رصد انتهاكات حقوق الإنسان في أماكن الاحتجاز في لبنان: الحرمان من كل شيء 

(الإنجليزية) This report is also available in: English رصد انتهاكات...

تقرير زيارة سجني طرابلس وزحلة: الوضع مروّع

(الإنجليزية) This report is also available in: English تقرير زيارة...

الهيئة الوطنيَّة لحقوق الإنسان توثَّق أوضاع النَّازحين في محافظة عكار: مخالفات في العيون وحلبا

(الإنجليزية) This article is also available in: English

في إطار مهمَّتها توثيق شكاوى والانتهاكات الَّتي تطال النَّازحين ونقلها إلى جهات الاختصاص والتَّنسيق بين مختلف الجهات الحكوميَّة الَّتي تعمل على معالجة التَّداعيات الإنسانيَّة للعدوان الإسرائيليِّ المستمرِّ على لبنان ، قامت الهيئة الوطنيَّة لحقوق الإنسان المتضمِّنة لجنة الوقاية من التَّعذيب، برفقة عدد من المتطوِّعين ، بزيارات إلى مراكز إيواء النَّازحين في عدَّة مناطق في محافظة عكار.

أعدت المحامية المتطوعة فداء عبد الفتاح تقريراً شاملاً عن مراكز الإيواء في محافظة عكار، وذلك ابتداءً من 25 أيلول 2024. يغطي التقرير نتائج الزيارات الميدانية التي أجرتها الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان إلى مراكز الإيواء المخصصة لاستقبال النازحين نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان.

لاحظت الهيئة خلال الجولات التي لا تزال مستمرة أن عدداً من المسؤلين عن المدارس لم يتحملوا أي مسؤليات إتجاه النازحين حيث أنهم فتحوا المدرسة وتركهوها حيث سجل هذا الانتهاك في مدرسة العيون الرسمية. ومدراء مدارس يعملون على التضيق على النازحين بطرق متعددة كحجب المساعدات أو سوء توزيعها وعدم تأمين إحتياجات النازحين وعدم تشكيل مجموعة من المتطوعين للمساعدة في الاعمال اللوجستية والتضييق على المتطوعين لاجبارهم على ترك المركز دون أي نظام او ضوابط ونشر الفوضى فيه، حيث سجل هذا الانتهاك في مدرسة تكميلية حلبا الرسمية.

خلفية

تبدأ عكار جغرافياً من منطقة العبدة وصولاً الى وادي خالد وجرود فنيدق – عكار العتيقة – أكروم، وسهل عكار بكامل قراه. تضم أكثر من 210 قرى أكبرها قرية ببنين وفيها حوالي 100 ألف نسمة. العدوان الاسرائيلي على كامل الاراضي اللبنانية جعل من الصعب جداً تحديد حجم النزوح بشكل دقيق لأن الارقام تتغير في اليوم الواحد ويتم إفتتاح مراكز جديدة بشكل يومي، وقد توزع عدد كبير من النازحين على البيوت ولا يوجد أي إحصاء دقيق لهم نتيجة غياب مؤسسات الدولة عن الارض .

معظم الجهود هي جهود ومبادرات فردية وبعض البلديات تعمل على الارض نتيجة وجود رئيس بلدية فاعل بالمقابل يوجد بلديات لا وجود لها. هذا الامر ينسحب على العمل المدني حيث توجد جمعيات فاعلة وجمعيات موجودة بشكل شكلي لا أكثر ولا أقل.

المراكز الرئيسية التي تمت زيارتها:

بدأت جولة على المراكز التي تقرر إعتمادها لإغاثة النازحين حيث بدأت بتاريخ 25 أيلول بزيارة لقرية حلبا التي كانت تضم مركزين رسميين:

  • مركز معهد حلبا التفني يوجد فيه 160 نازح وكان من أول المراكز التي تم إعتمادها في عكار، مجهز بمطبخ تابع للقسم الفندقي يؤمن وجبات الغداء لنازحي المعهد ويشرف عليه إدارة المعهد والهيئة التعليمية فيه إضافة الى كشاف التربية الوطنية وتعتبر الخدمات المقدمة فيه جيدة ومنظمة وقد تم تأمين معظم إحتياجات النازحين من طعام ومياه للشرب والاستخدام وتجهيز مستلزمات النوم إضافة الى المعاينة الطبية .

مدرسة تكميلية حلبا الرسمية  يوجد فيها 150 نازح تفتقر للكثير من التنظيم ولا يوجد فيها أي تجهيزات إضافة للفرشات التي لم تصل الى كل النازحين بداية، وإن مديرة المدرسة هي المكلفة بإدارة المركز وكان يعاونه عدد من شبان القرية إلا انهم قرروا تكرها لانهم لم يتمكنوا من تنظيم العمل بسبب قرارات المديرة الغير مفهوم أسبابها كحجب بعض المواد التموينية عن النازحين وإقفال المياه، وقد قدم الشباب المساعدين عدد من الشكاوى للمعنين في القرية ومن بينهم المحافظ ، مع العلم أن لا أحد من الهيئة التعليمية كان موجوداً خلال زيارتنا للمركز كما كانت الفوضى تعم المكان واشتكى الأهالي من عدم تأمين الطعام ومواد التنظيف والأغطية والعديد من المستلزمات الضرورية.

استكملت جولة على المراكز التي تقرر إعتمادها لإغاثة النازحين حيفي 27 أيلول 2024 حيث تمت زيارة

مدرسة منيارة الرسمية للصبيان فيها 20 نازح يشرف عليها رئيس البلدية تم تجهيز طابق في البناء بكافة المستلزمات الضرورية حيث تبين أنه يوجد غاز وبراد في الطابق الثاني فرشات وضعت على مفارش خشبية ولم يكن في المدرسة سوى ثلاث غرف تشغلها ثلاث عائلات لا يتجاوز عدد العائلة خمسة أفراد، وبسؤال رئيس البلدية عن السبب أجاب أن معظم النازحين تم نقلهم الى المنازل في القرية وقال أنه يوجد 350 نازح فيها.

– مدرسة الجديدة الرسمية (الجومة) تقرر فتحها في 27 أيلول إثلاث عائلات وأشرفت البلدية على تنظيم تأمين إحتياجاتهم الضرورية من تبرعات من أهل القرية ولم يكن متوفر فيها مكان لتجهيز الطعام مياه الشرب والاستخدام مؤمنة وكل عائلة أعطيت غرفة.

بعد زيارة ثانية للمركز تبين حضور عائلتين من بينهم أشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وبحاجة لعناية خاصة.

  • مدرسة رحبة الرسمية للصبيان في قرية رحبة يوجد فيها 54 نازح يشرف عليها كشاف التربية الوطنية كافة الاحتياجات مؤمنة من طعام ومستلزمات النظافة وقد تبين أنهم جهزوا الحمامات بسخان للمياه بسبب برودة الضيعة، بسوآل النازحين قالوا أنهم بحاجة لمستلزمات شخصية كالملابس والأدوية.
  • وبسوآل المسؤلين عن المركز أعملوني انه يوجد مراكز أخرى في القرية وهي مدرسة رحبة للبنات ومركز المسنين وثانوية رحبة.
  • في قرية تكريت تم إفتتاح مدرسة تكريت الرسمية وتضم 58 نازح بتاريخ زيارتنا إليها في 28 أيلول 2024 تبين أن المدرسة مجهزة بالأساسيات ويحاول القيمون عليها من مدير المدرسة وأبناء القرية تأمين الأساسيات من فرش وبعض الملابس والطعام وتجهيز الحمامات.
  • المعهد الفني المهني في تكريت إفتتح بتاريخ 28 أيلول وقد تقرر فتح مطبخه للنازحين لتحضير وجبات الطعام لكل من المعهد والمدرسة وقد باتت المدرستان مكتملتان لناحية القدرة الإستيعابية، وقد تبين أن المدرسة في تكريب أخذت بعين الإعتبار حالات ذوي الاحتياجات الخاصة حيث أمنت غرفة في الطابق الأرضي لأحد النازحين المبتورة قدمه.
  • مدرسة عيات الرسمية قمنا بزيارتها بتاريخ 3\10\2024 وأثناء وصولنا إليها تبين أنه يوجد فيها 30 نازح كانوا في إحدى منازل القرية المجاورة وطلب منهم صاحب المنزل إخلاءه بعد أربعة أيام من وجودهم فيه فذهبوا الى المدرسة وفتحها لهم المدير الدكتور عبدو الزين.

وبسؤال النازحين عن التقديمات التي وصلتهم أجابوا أنه لم يقدم لهم أي شيء وفقط فتحت لهم المدرسة الغير متوفر فيها أي خدمات تأهيلية بحسب خطة الطوارئ لتجهيز مراكز الايواء.

وبسؤال مدير المدرسة بعد إتصال مع رئيس الهيئة للتأكد من صفتي لإعطاء المعلومات التي سألت عنها أجاب: انه غير مكلف بتأمين أي موارد وهذه واجبات الجمعيات التي عليها أن تأتي وتسأل وتقدم المساعدات وأن مدراء المدارس فقط مكلفون بفتح المراكز وتسجيل المعلومات وتنظيم عمل الجمعيات. وأجاب أن لا كهرباء في المدرسة وليس بإمكانه تأمينها لأنه لا طاقة شمسية في المكان ولا مولدات خاصة وكهرباء الدولة لا تأتي إلا لساعات معدودة. وبسوال النازحين عن إحتياجاتهم طالبوا بكل شيء ( فرشات\مخدات\حرامات\أدوية\طعام)

  • مدرسة تجمع روضات بزبينا يوجد فيها 14 عائلة مؤلفين من 60 شخص المبنى طابق أرضي إكتملت قدرته الاستيعابية المكان مجهز بالاحتياجات الضرورية وتشرف عليه بلدية بزبينا وخلال جولتنا على المركز تبين ان هناك نقص في إحتياجات الأطفال من حفاضات وحليب . ولكن هناك خشية من الطقس البارد لأن المنطقة مرتفعة وتأمين التدفئة مهم جداً.
  • مدرسة ثانوية بزبينا أيضاً موجودة في قرية بزبينا وتضم عدد من العائلات وفيها حوالي 120 نازح تشرف عليها مديرة الثانونية الاستاذة مهى موسى.
  • مدرسة العيون الرسمية في قرية العيون بتاريخ زيارتنا كان فيها 40 نازح يشكلون 12 عائلة جاءوا الى المدرسة من أربعة أيام، ساهم شباب القرية بتأمين إحتياجاتهم الأساسية من فرشات وحرامات وبعض المواد التموينية.
  •  طلب من مديرة ثانوية حلبا أن تفتحها للنازحين نتيجة الضغط الكبير على المنطقة فبدأت بتجهيز المدرسة التي أصبحت تضم 100 نازح وتتمتع بتنظيم جيد جداً مقارنة بالمدارس المجاورة وقد تمكنت الادارة بمشاركة الهيئة التعليمية وعدد من المتطوعين من تجهيز المركز بكافة الاحتياجات الضرورية التي تؤمن إقامة كريمة للنازحين حيث أمنت مياه الاستخدام وجهزت الحمامات بسخانات للمياه ( عدد 2 واحد للاناث وواحد للذكور و4 دوش) وأمنت الفرش والأغطية والمخدات والحصص الغذائية ومواد النظافة الشخصية وعدة للمطبخ وغاز وملابس وبعض الأحذية. كما عمل الفريق على تأمين الأدوية ونقل المرضى الى المستوصفات القريبة أو الى عيادات أطباء متطوعين ويتم العمل على تنظيم برنامج تعليمي للأطفال بالشراكة مع دار قنبز للنشر.

خلال تواجدنا في عكار ساهمنا بتنظيم عدد من المراكز وتوجيهها حول آلية عمل فريق المتطوعين، كما ساهمنا بتأمين أماكن لعدد من الوافدين بسبب غياب التنظيم والتوجيه.

ما زالت جولتنا مستمرة على المراكز وهناك الكثير من المتغيرات بشكل يومي ولكن الملاحظة الأساسية التي سجلناها من تاريخ وصولنا الى عكار في 25 أيلول وحتى إرسال هذا التقرير بتاريخ 10 تشرين الأول هي أن لا تنسيق بين كل من يعمل بملف النزوح وهناك غياب شبه تام لدور المحافظة التي اقتصرت تقديماتها على إرسال بعض الفرشات لبعض المراكز والطلب من البلديات أو مدراء المدارس إرسال الداتا الخاصة بالنازحين دون العمل على أي تنسيق مع الهيئات العاملة على الارض الأمر الذي أدى الى فوضى كبيرة والى هدر كبير في الأموال والموارد، وتخمة في بعض المراكز مقابل شح كبير في مراكز أخرى.

 

 

 

NHRCLB
NHRCLBhttps://nhrclb.org
تعمل الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان المتضمنة لجنة الوقاية من التعذيب، على حماية حقوق الإنسان وتعزيزها في لبنان وفق المعايير الواردة في الدستور اللّبناني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والقوانين اللّبنانية المتفقة مع هذه المعايير. وهي مؤسسة وطنية مستقلة منشأة بموجب القانون 62/ 2016، سنداً لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة (مبادئ باريس) التي ترعى آليات إنشاء وعمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان. كما تتضمن آلية وقائية وطنية للتعذيب (لجنة الوقاية من التعذيب) عملاً بأحكام البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية او اللاانسانية او المهينة الذي انضم اليه لبنان بموجب القانون رقم 12/ 2008.