يمثل اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام —الذي يُحتفل به سنويًا في 6 نيسان/أبريل— فرصة للاعتراف بأهمية الرياضة والنشاط البدني في المجتمعات وفي معايش الناس في كافة أنحاء العالم.
وقد حُدد الموضوع العالمي لاحتفالية عام 2024 بالشعار ❞الرياضة لتعزيز المجتمعات السلمية والشاملة ❝.
معلومات أساسية
نظرًا لمدى انتشارها الواسع وشعبيتها وقيمها الإيجابية التي لا مثيل لها، تتمتع الرياضة بموقع مثالي للمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية والسلام.
ولإذكاء الوعي بالأهمية تلك للرياضة، أعلنت الجمعية يوم 6 نيسان/أبريل يوما دوليا للرياضة من أجلس التنمية والسلام. وجاء اعتماد ذلك اليوم ليدلل على إدراك الأمم المتحدة المتزايد بالأثر الإيجابي للرياضة في تعزيز حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ولهذا، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قراراها 296/67:
❞الدول ومنظومة الأمم المتحدة بخاصة مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام والمنظمات الدولية المختصة والمنظمات الرياضية الدولية والإقليمية والوطنية والمجتمع المدني بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص وجميع الجهات المعنية الأخرى إلى التعاون والاحتفال باليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام والتوعية به.❝
الشباب والرياضة في لبنان
في ايلول 2022 احتفلت وزارة الشباب والرياضة في لبنان، بإطلاق “خطة عمل السياسة الوطنية للشباب 2022-2024″، بالشراكة مع “اليونيسف” و”صندوق الأمم المتحدة للسكان”، لتنمية قدرات الشباب والشابات في لبنان وتمكينهم. وسبق ان اطلقت الاستراتيجية الوطنية للرياضة، لكن هذه الخطط والاستراتيجيات تبقى في اعم الاحيان حبراً على ورق
وكان مجلس الوزراء قد أقرّ “خطة عمل السياسة الوطنية للشباب“، في 12 أيار 2022، وتتضمن 20 توصية ذات أولوية، تم التخطيط لها من خلال 179 من التدخلات، على شكل مشاريع ومبادرات تمتد على فترة ثلاث سنوات، وتتماشى مع الأولويات الخمس لـ“وثيقة السياسة الشبابية في لبنان 2012”، أي “الخصائص السكانية والهجرة” و”العمل والمشاركة الاقتصادية” و”الاندماج الاجتماعي والمشاركة السياسية” و”التربية والثقافة” و”الشباب والصحة”.
وجاءت خطّة العمل في اطار السعي لتنفيذ “وثيقة السياسة الشبابية في لبنان” التي أُقرّها مجلس الوزراء في 3 نيسان – أبريل 2012، وثبتت إلتزام الدولة قضايا الشباب ورؤيتها المتكاملة للخطوات المنوي اتخاذها لتحسين ظروفهم الحياتية وتلبية حاجاتهم وطموحاتهم وإيجاد مناخ يساعدهم في الوصول الى مواقع القرار في الحياة العامة، من خلال 137 توصية تندرج تحت الأولويات الخمس. كما جاءت نتيجة مناقشات على مستوى البلاد بين الوزارات وأصحاب الشأن والشباب للمساهمة في توجيه الاستراتيجيات الوطنية المتعلّقة بتنمية الشباب من النواحي المختلفة، وخلق فرص لتحسين وضعهم الصحي والنفسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وتمكينهم من المشاركة في آليات صنع القرارعلى المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي”.
عندما يهدّد عالم الرياضة سلامة الأطفال
ناقش منتدى فرصة الرياضة للعام 2019 في جنيف في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وضع حقوق الطفل في عالم الرياضة، بالإضافة إلى مجموعة من قضايا حقوق الإنسان الأخرى.
وقبيل المنتدى، أصدرت مقرّرة الأمم المتّحدة الخاصة المعنيّة ببيع الأطفال واستغلالهم جنسيًا، نسخة سهلة عن تقريرها الصادر في العام 2018 بعنوان اللعب بأمان. نظر التقرير في مجموعة من انتهاكات حقوق الطفل، بما في ذلك الإتجار والإيذاء والاستغلال والبيع، في سياق الرياضة. وفي حين أنّ العديد من النتائج التي توصّل إليها التقرير مقلقة، إلا أنّه انطوى أيضًا على أمثلة مشجّعة عن “عالم الرياضة” الذي اتّخذ إجراءات محدّدة تحمي الأطفال وتجبر أضرار المآسي التي سبق أن وقعت.
أشار التقرير إلى أنّ استغلال الأطفال جنسيًا في عالم الرياضة منتشر ومتفشٍ على نطاق واسع، وهو لا يزال بدون رقابة. ويشعر الضحايا بأنّ الخوف من الإقصاء والعار وتكذيبهم وإلقاء اللوم عليهم يجبرهم على البقاء صامتين. في حين أنّ عددًا من الأطفال الآخرين لا يدرك بكلّ بساطة أنّه يعيش علاقة مسيئة.
أشكال متعدّدة من الاستغلال
في حين أنّ الاعتداء الجنسي منتشر في عالم الرياضة، لا يزال العديد من انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى قائمة ضدّ الأطفال. وبحث التقرير في أمثلة من بينها تهريب لاعبي كرة القدم الشباب من غرب إفريقيا وأميركا اللاتينية إلى أندية أوروبية وآسيوية، وعمالة الأطفال (لا سيما أثناء التحضير لأحداث رياضية كبرى)، وإساءة معاملة الأطفال واستغلالهم اقتصاديًا.
الوقاية والعلاج: نحو اعتماد المزيد من الإجراءات
اعتبرت المقرّرة الخاصة أنّ مصالح الطفل الفضلى أساسيّة لتوجيه أي برنامج رياضي. ودعت الدول إلى ضمان آليات مستقلّة للإبلاغ والرقابة تسمح بتقديم الشكاوى من دون أيّ خوف من الانتقام. وحثّتها على التصديق على القوانين الدولية التي تحمي الأطفال وعلى تطبيقها وسنّ قوانين وطنية واضحة وكاملة توفّر الحماية اللازمة.
وختمت قائلة: “من الضروري أن تتّخذ المنظّمات الرياضية تدابير تحدّد هذا النوع من الجرائم البشعة، وتمنع وقوعها، وتخفّف من حدتها وتعالج آثارها. وفي التقرير توصيات عمليّة تحثّ المسؤولين الحكوميّين والمدربين وأولياء الأمور وأعضاء النوادي أو الفرق على اتّخاذ المزيد من الإجراءات.”
موارد
- المنتدى الدولي الثالث حول الرياضة من أجل السلام والتنمية
- المركز الدولي للهدنة الأولمبية
- اللجنة الدولية للمعاقين
اللجنة الأولمبية الدولية
وثائق
- قرار الجمعية العامة بإعلان يوم 6 نيسان/أبريل اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام
- الإعلان السياسي للاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة بشأن الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها
- الوفاء بالوعد: متحدون لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية
- نتائج مؤتمر القمة العالمي لعام 2005
- مراعاة الهدنة الأولمبية
- السنة الدولية للرياضة والمثل الأعلى الأوليمبي
- إعلان سنوات الدولية
- تعزيز حقوق الإنسان من خلال الرياضة والمثل الأولمبي الأعلى
- حق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية: الرياضة وأساليب الحياة الصحية كعاملين مساهمين