نظمت الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة دورة محمد فائق (2) التأسيسية حول “منظومة حقوق الإنسان وإنشاء المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وأدوارها” لفائدة المؤسسات الأعضاء في الشبكة إلى جانب مشاركين من مؤسسات المجتمع المدني وبرلمانيين جهات حكومية. وتستمر الدورة التدريبية على مدار ثلاثة أيام حتى الثالث والعشرون من الشهر الجاري.
ولقد شاركت أمينة سر الهيئة الوطنية لحقوق الانسان المتضمنة لجنة الوقاية من التعذيب المحامية الدكتور رنا الجمل في هذه الدورة والتقت على هامشها بالسيد سلطان بن حسن الجمّالي، المدير التنفيذي للشبكة العربية. وبحث الجانبان سبل التعاون المشترك في الشأن التدريبي لرفع القدرات والتعامل مع قضايا حقوق الإنسان.
وفي كلمتها الافتتاحية للدورة التدريبية قالت سعادة السيدة مريم بنت عبد الله العطية رئيس الشبكة العربية: جاءت هذه الدورة الهامة للمؤسسات الوطنية باسم السيد محمد فايق عرفاناً لدوره الكبير مع رؤساء وأمناء وأعضاء المؤسسات العربية لحقوق الإنسان في إنشاء الشبكة العربية ودعمها منذ إنشائها وحتى الآن، وأضافت كان لسعادة محمد فايق اليد في تعزيز موقع الشبكة وتوافق مؤسساتها وتعزيز حيادها كمنظمة إقليمية حقوقية تعمل بمهنية عالية ومعايير واضحة على تعزيز وحماية حقوق الإنسان بالمنطقة العربية. ونوهت بمواقف فايق “التي تدل على حياده الإيجابي وعلى استقلالية المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر”، خاصة فيما يتعلق بجهوده تجاه الطلاب القطريين في مصر خلال فترة الحصار على قطر إلى جانب حثه على تحييد حقوق الإنسان خلال الخلافات السياسية بين الدول.
ودعت العطية المشاركين في دورة فايق (2) بالالتزام بواجباتهم تجاه مناصرة قضايا حقوق الإنسان عامة، وخاصة تجاه قضية الشعب العربي الفلسطيني، والعمل على مساندته لرفع الظلم والاضطهاد العنصري الذي يمارس عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقالت: كذلك نوصيكم بمناهضة الانتهاكات والأفكار التمييزية والعنصرية، وما يتضمنه من استعباد للشعوب بمسميات وطرق وأدوات جديدة ومبتكرة، وأن تنقلوا هذه التوصية للجيل الذي سيخلفكم في هذه المسيرة، لذلك لا بد من وعي هذه المرحلة والمراحل القادمة والإعداد لها والعمل بكل جد وصبر.
وتوجهت العطية بالشكر لجمهورية مصر العربية لاستقبالهم برامج الشبكة العربية وتسهيل انعقادها في مصر، كما توجهت بالشكر للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، على تعاونهم على مر السنين مع الشبكة العربية وتعاونهم في تنظيم هذه الدورة التدريبية “فايق 2″، وقالت: كلنا ثقة باستمرار هذه المسيرة المضيئة مع سعادة السفيرة مشيرة خطَّاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر. فهي خير خلف لخير سلف، متمنين لها التوفيق والسداد بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في مصر.
من ناحيته قال سعادة السيد سلطان بن حسن الجمّالي المدير التنفيذي للشبكة العربية: لقد أسست دورة محمد فايق السنوية لحقوق الإنسان، لبناء ورفع قدرات الكوادر الجديدة العاملة بمجال حقوق الإنسان، لتكون دورة تأسيسية ومدخلاً يستطيع المتدرب من خلاله الاطلاع على عدد من مجالات حقوق الإنسان وحافزاً لتطوير قدراته ومهاراته وسلوكياته، لما ستتناوله من تعريف واستعراض للمبادئ والمفاهيم الأساسية لمنظومة حقوق الإنسان والمسار التاريخي لهذه المسيرة، إلى جانب دور عدد من أصحاب المصلحة من حيث التكوين والمهام والمسؤوليات والتفاعل مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان، وضرورة التعاون والتكامل فيما بينهم وطرق هذا التعاون والتكامل بالأدوار لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.
ولفت الجمّالي إلى أن الشبكة العربية تعمل بجد ومثابرة على بناء ورفع القدرات وصقل المهارات المهنية وتغيير السلوكيات والمواقف بما يسهم بتعزيز قدرات المدافعين عن حقوق الإنسان المستهدفين ببرامجها، مما يسهم في تعزيز قدراتهم وقدرات الجهات التي ينتسبون إليها بتعزيز وحماية حقوق الإنسان. مؤكدًا في الوقت نفسه على ثقته في تحقيق غد أفضل تصان فيه الكرامة الإنسانية. وقال: هذه الكلمة “الكرامة” التي سبقت كلمة الحقوق في المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث أتى بها: “يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق. وقد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء”. وذلك لأن الكرامة هي أساس ومنطلق كافة حقوق الإنسان. وأضاف: لذلك نرى كمدافعين عن حقوق الإنسان أن رسالتنا السامية هي الكرامة الإنسانية، وكل جهودنا بمناهضة الانتهاكات والحصول على الحقوق بهدف صون كرامتنا؛ لذلك يجب أن ندافع عن الكرامة الإنسانية ونعزز القيمة الذاتية للأفراد واعتزازهم بأنفسهم.
من جهته توجه سعادة السيد محمد فايق بالشكر للحضور والمنظمين من الإدارة العامة للشبكة. وخص بالشكر سعادة الدكتور علي بن صميخ المري؛ وزير العمل؛ الرئيس السابق للجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر وقال: لقد عمل الدكتور المري على تأسيس الشبكة العربية ودعمها بقوة للنهوض بدورها الذي أنشئت من أجله لافتاً إلى أن سعادة السيدة مريم بنت عبد الله العطية استلمت مشعل قيادة الشبكة العربية واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان خلفاً لسعادة الدكتور المري وقال: نحن على ثقة من أنها ستواصل هذه المسيرة بنجاح كبير، كما توجه فايق بالشكر لسعادة السيد سلطان بن حسن الجمّالي المدير التنفيذي للشبكة سلطان على جهوده اللامتناهية في العمل للارتقاء بدور الشبكة العربية تجاه المؤسسات الوطنية العربية الأعضاء، مؤكداً أن من أهم أسباب نجاح الشبكة عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول، داعياً الشبكة العربية على ضرورة استمرار عملها في ملف القضية الفلسطينية ووضعها دائماً على قائمة خطة عملها.
وفي ذات السياق قال سعادة السفير الدكتور / محمود كارم عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بجمهورية مصر: تأتى أهمية الدورة التأسيسية السنوية (محمد فائق) في التعريف بالمنظومة العربية والدولية لحقوق الإنسان، ووضع جيل جديد من كوادر المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني والجهات المعنية بتحقيق وإنفاذ حقوق الإنسان على بداية الطريق للمضي قدماً بمسيرة نشر ثقافة حقوق الإنسان لحماية واحترام وتعزيز كرامة الإنسان في كافة دولنا العربية . إلى جانب النهوض بمعارف المشاركين وتطوير مهاراتهم وخبراتهم فيما يتعلق بكيفية إنشاء مؤسسة وطنية مستقلة، ودراسة الولايات الواسعة للمؤسسات الوطنية ودورها ومهامها، وسبل تعاونها مع أصحاب المصلحة.